
Mina Basheer
الكاتبة مينا بشير

الكاتِبة و المُدوّنة مينا بشير
إنَّ الكتابةَ هي سلاحي الذي أحاربُ به العالَم، لغةٌ أتَرجِمُ بها أفراحي و أوجاعي. الغَريبُ هو أن الكلماتِ تهربُ مني في كل مرّةٍ أحاولُ فيها كتابةَ تَعريفٍ عن نفسي. لا أعرفُ ماذا أكتبُ في هذه الفُسحةِ الصَغيرة. كيفَ أختَصِرُ ذاتي في بضعةِ أسطُر؟ أنا لا أجيدُ الاختِزال، فالكاتِبُ يحِبَّ التَفصيلَ في الوَصف، و الذاتُ البشَريةُ عالَمٌ كبيرٌ مَحفوفٌ بالأسرارِ و الخَبايا. عالَمي مليءٌ بالأبواب، بعضُها مفتوحٌ و بعضُها موصَدٌ بإحكام. كل بابٍ من أبوابي يَقودُني إلى مُنحَنىً من التَساؤلاتِ اللَذيذة. هنا سيَسمَعُ العالَمُ أغنياتي و صرَخاتي، ضَحِكاتي و احتِجاجاتي.
أنا لستُ سوى فتاةٍ بسيطةٍ وجدَت في طارفِ القلَمِ فَمًا ثانيًا، فَمًا أقدرَ على التعبير. لطالَما جذَبَتني الحُروفُ و استَهوَتني اللُغة، تستَفِزُّني الأوراقُ الفارِغةُ بشدّةٍ فأحاوِلُ ملأها بما يجولُ في خاطِري. أندَسُّ خفيةً في ثنايا الكُتبِ مُحاولةً أن أفهمَ سرَّ وجودي.
هذه المُدوَّنةُ نافِذةٌ أطِلُّ من خلالِها على الحياةِ الشاسِعة و أروي فيها قصّةَ العالَمِ كما أراه، تلك قصّةٌ تُروى من منظورِ طفلةٍ و امرأةٍ ناضِجةٍ في آنٍ واحد.
.jpg)
